الأحد، 30 أكتوبر 2022

المسكوت عنه .....محاولة للفهم

 المسكوت عنه ... محاولة للفهم

(8) 

الناس مالها ....زعلانين ليه ؟

 الناس زعلانه ليه .....تساؤل يحتاج إجابه... فالحال كما لا يخفى على القارئ يلاحظه الكثيرون ، تخرج من بيتك في الصباح الباكر ، لتجد كثيراً من الوجوه المتجهمة ،  وتشعر أنّ الناس مستفَزّة ، وكأنها تتجهز للعراك ، بدون أسباب واضحه.

قد تجد أحدهم يتحرك بسيارته مسرعاً أمامك ويتخطاك ليكسب أمتاراً قليلة،  فتقول في نفسك لعل لديه ما يجعله متعجلاً .... ولكن ما بال التكشيره تملأ وجهه ، وتتركه لتنظر إلى الآخرين فتجد نفس العبوس ... مالك يا ولدي ....فنحن مازلنا في الصباح الباكر والشمس مشرقة ونسمة الخريف الجميل في مصر تداعب وجوهنا...

وأتساءل أين ذهبت الضحكة؟ ،  أو حتى الابتسامة؟ ،  أين ذهبت خفه دم المصريين؟ ، ولماذا لم نعد نسمع جملة " سمعت آخر نكتة" ؟ ، ولماذا لم تعد تأتي إلى مسامعنا أصوات الضحكات المجلجة ؟ إلا من بعض الشباب الذين أصبحنا نستغربهم ، ويستغربوننا .

ما هي الأسباب يا ترى ؟ .... هل غلاء الأسعار هو السبب ؟ ..ولكننا  نتذكر أنه قد مرت علينا أوقات عصيبة سابقة شحّ فيها الكثير من السلع ، فلم يرتفع ثمنها فحسب بل تكاد تكون قد اختفت ،  ولعل جيلي لا ينسى حين كنا نقف في طوابير الجمعيات الاستهلاكيه في السبعينيات ومابعدها لنحصل على السلع الضروريه ، ويكون المحظوظ منّا  من يعود إلى أسرته ومعه فرخه أو صابونه غسيل أو علبه صلصه .

كان الوطن حينئذٍ يستعد لمعركه التحرير ورد الكرامه ، ورغم المعاناة وصعوبة الحصول على ما يلزمنا إلا أننا لم نفقد ابتسامتنا ، وقدرتنا أن نستيقظ متفائلين صباح كل يوم ، لم نكن  نشعر بالخوف او القلق ، كما يشعر به الكثير في هذه الأوقات . فلماذا حدث هذا الاختلاف الرهيب في الشعور العام ؟ 

هل لأن مشاعرنا الخاصة كانت تذوب في المشاعر الوطنية التي تتحرّق بشوق إلى موعد الحرب،  لأن لنا جميعا هدفاً واحداً نسعى إليه ، وهو أن نأخذ بثأرنا من عدونا .

 أم لأننا كنا سواسية ، نتعلم في مدارس حكومية متشابهة ،  ونعود إلى بيوتنا لنشاهد جميعاً نفس السهرات في التليفزيون الذي به قناتين او ثلاثة ،فلم يكن هناك قنوات فضائيه ولم يكن هناك سوشال ميديا تباعد بيننا رغم جلوسنا سوياً، كما لم تكن الفوارق الطبقيه التي نشاهدها الآن قد ظهرت ...ربما...

كنّا جميعاً لنا نفس القيم الحاكمه لحياتنا... فقد كان الشريف له كل الاحترام والتقدير، وغير الشريف لا نحترمه ولا نريد أن نعرفه ، أمّا الآن فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسور ، وتغيّرت الأمور ولكن ليس للأفضل ، ونحتاج ان نتحاور لتعود البسمة إلينا وإلى وجوه المصريين ، ويقلّ المسكوت عنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق