الأحد، 30 أكتوبر 2022

ولماذا البوح ؟

 (4)

ولماذا البوح ؟  

من وصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن نبوح لمن نحب بحبنا له ، وعندما قال له أحد صحابته مشيراً إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه يحبه ... فسأله الحبيب صلى الله عليه وسلم هل أخبرته ؟ فقال : لا لم أخبره ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذهب فأخبره.

وكذلك إذا وجد في نفسه شيئاً من العتب على أخيه أو صديقه ، فلا يخفي عنه طالما كان من أهل العتاب ، ومن حكمة الأجداد قولهم المثل " قل له في وشه ولا تغشه " لينصحونا أن لا نتحدث في غيبة انسان ثم نلقاه ضاحكين ، فتختلف العلانية عن السريرة .

ولكن من النادرفي زمننا هذا .. أن نجد بين الناس من نبوح له بمكنون صدورنا مطمئنين إلى صدق نصحه وحسن استماعه وأمانة حفظه لما يقال له ، فأصبح الكثير يقاطعون المتحدث ولا يتركونه يكمل كلامه بزعم أنهم قد عرفوا قصده ، فلا داعي للإطالة ، بينما قد يكون محتاجاً لمن يسمعه ، فتكون نتيجة المقاطعة أن يكتم في صدره ما يريد أن يقول ويزيد من انسحابه مبتعداً.

ومن أسباب انشراح الصدر وتفريج الهموم ، أن يحكي الانسان عن ما بداخله سواء كان موقفاً أو شعوراً أو رأياً ويجد من يهتم لسماع ما حدث له ، ويتأثر لمشاعره ، وينصت لرأيه ...

فإذا وجدت من يحسن الانصات فاستمسك بصداقته فهو عملة نادرة . ويحتاج أغلبنا في هذا الزمن إلى آذان تحسن الانصات وقلوب صبورة على عدم مقاطعة المتحدث.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقاطع المتحدث أبداً إلا إذا جار فيقاطعه بنهي أو قيام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق