الأحد، 30 أكتوبر 2022

الانكفاء على الذات

 (٧)

الانكفاء على الذات 

من الامور الملحوظه في السنوات الاخيرة في المجتمع المصري ...ما نستطيع أن نطلق عليه " الانكفاء على الذات "  حيث نجد أن غالبيه الناس لا يهتمون اهتماما حقيقيا بغيرهم إلا اذا اصابهم بأس ما .ولكن في الأوقات التي تسير الحياه فيها بشكل طبيعي  ولا يظهر أنَ هناك في الأفق شيء سيء.... فقد لا نجد من يعرف أخبار الآخر ، وربما يمر الأسبوع تلو الآخر ولا يعرف الجار أخبار جاره ...أو الصديق أخبار صديقه .

و لا يدري  ما يشغل تفكيره... ولا يدري هل هو تعيس أو مريض أو مكروب ...فهل يرجع هذا أنه  لا يهتم ....لا أظن ... لكنه مشغول بنفسه إلى حد أنه لا يوجد لديه فراغ ذهني ليتساءل يا ترى ما حال فلان... ناهيك أن  يتصل به ليطمئن عليه... فعادة لا يحدث الاتصال  إلا إذا كان هناك موضوع ما.. لدرجه  أنه كلما حدث اتصال بصديق أو جار أو قريب قد نجد الطرف الثاني طوال المكالمة  ينتظر إجابه سؤال ماذا حدث حتى تتصل بي... أو ينتظر ليعرف  الموضوع الذي بسببه يحدث هذا الاتصال... ويتوقع بعد كل سكوت جملة " بكلمك دلوقتي علشان عاوز منك ......" ونجد أن ذهنه يستبعد تماما فكره أن المتصل يريد فقط  الاطمئنان عليه... وعندما يدرك بعد فتره من الحديث أنه ليس هناك سبب للاتصال ولا يوجد موضوع ما ....إلا مجرد الاطمئنان والسؤال عن أخباره نجد أنه يشعر بالامتنان الشديد وربما الدهشه.....ويسأل نفسه لماذا يفعل هذا الانسان هذا الأمر الغريب ....يتصل بي لمجرد الاطمئنان!! 

ولكن لم يمر زمن بعيد عندما كان من الطبيعي أن نرد على المتصل ضاحكين ...والله لسه كنت حأكلمك أسأل عنك ....ولم نكن نشعر بالخضة عندما يرن جرس التليفون ....  

 يا ترى ماذا حدث لنا أو ماذا حدث  للمصريين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق